أخبار عاجلة
/ , / "قبلة التضامن" تقسمُ الشارع بين "عاش الحب" و"إذا ابتُليتم فاستتروا"

"قبلة التضامن" تقسمُ الشارع بين "عاش الحب" و"إذا ابتُليتم فاستتروا"

"قبلة التضامن" تقسمُ الشارع بين "عاش الحب" و"إذا ابتُليتم فاستتروا"


مَا إنْ هَمَّ الناشطُ فِي حركةِ مالِي، سفيان فارس، بتقبِيلِ صديقتهِ ابتسام لشكر، وسطَ عدساتِ المصورِين، مساء اليوم، حتَّى تحولتْ ساحة مقهَى بالِيمَا، إلى مسرحٍ للملاسنات بين حناجر تصدحُ بـ"عاش الحب"، وأخرى غاضبة ترد بـ"إذَا ابتلِيتم فاستررُوا".
قبلة "لشكر" و"فارس" التِي جاءَتِ فِي سياقٍ وقفةٍ، تمت الدعوة إليها قبلَ أيام على موقع "فيسبوك"، تضامنًا مع مراهقَيْ الناظور، اللذين جرى اعتقالهما، على خلفية صورة في لحظة حميمية، قبل أن يطلق سراحهما فِيما لا يزَالانِ متابعَينِ قضائيا.
وكما كان مخططا له، حضرَ عددٌ من النشطاء إلى ساحة مقهَى بالِيما، أمام البرلمان، إلى جانب ممثلين عن منابر إعلاميَّة أجنبيَّة، جاؤُوا لتوثيق "قبلة التضامن"، وهُمْ يسألُون الشباب الذي حجَّ إلى المكان ليتابع أطوار الوقفة، قبل انطلاقها، "vous êtes venus pour les bisous".
بيد أن الوقفة التي تم الحشد لها، بعد يومٍ من جلسة محاكمة مراهقَيْ الناظور، انفرطتْ سريعًا، بعدَ القبلة الأولى، حين شرعَ عضو حركة "الشباب الملكِي" أمين بارُودِي، فِي المقبلِين، متحديًا إياهم أنْ يواصلُوا "وقفتهم"، رافعًا فِي يدهِ كرسيًّا يهددُ به، وكأسٌ من الزجاج فِي يده الأخرى، وهُوَ يصيحُ "المغرب دولة إسلاميَّة، سيرُو تْ...".
إذْ ذاكَ تحولتْ الوقفة إلى ملاحقة حشدٍ من المارة، للشكر وصديقها، بهتافاتٍ غاضبة، تنهلُ من قامُوس الجنس تارة، بِإغداق اللعنات على النشطاء "سيرُو تْـ..." "يـ الزّْ...."، وبين الوعظِ تارةً أخرى، بالدعوة إلى التستر وعدم إشاعة "الفَاحشَة".
عضو حركة مالِي، للحريات الفردية، ابتسام لشكْر، قالتْ في تصريحٍ لهسبريس، عقبَ مطاردتها وصديقها إلى غاية ساحة "بلاص بييترِي"، إنَّ الشكل الذِي جوبهتْ به الوقفة، اليوم، كانَ متوقعًا، مضيفةً أنَّ الأهمَ بالنسبة إليهَا، هُوَ فتحُ النقاش فِي المُجتمع حولَ كونيَّة حقوق الإنسان، وعد تجزِّئِهَا، إذْ "لا يُعقَلُ أنْ يعتقلَ مراهقان لمْ يبلغا بعد سن الرشد، فقطْ لأنَّهُما مارسَا، شيئًا طبيعيًّا، يدخلُ نطاقِ حريتها الشخصيَّة، التِي يفترضُ أنْ تظلَّ خارجَ أيَّة رقابَة من المجتمع".
لشكرْ زادتْ أنَّ موجةً من التطرف لُوحظتْ خلال السنواتِ الأخيرة، على نحو ينذرُ بتراجعٍ حقوقِيِّ في المغرب، سيمَا فِي ظلِّ تزعم حزب العدالة التنميَة، للائتلافِ الحُكُومِي، بحكمِ مرجعيَّتهِ المحافظَة.
أمَّا سفيَان، فارس، وهُوَ عضوٌ أيضًا، بحركة مالِي، فيذهبُ فِي منحَى صديقته، إلى القول إنَّ ما حصلَ لمُراهِقَيْ الناظور، يمثلُ خرقًا لحقوق الإنسان، التِي لا يمكنُ تفصيلها على مقاس بالخصوصيَّة، "إذْ لكَ أنْ تتخيل الحالَة النفسيَّة التِي سيخرجُ بها المراهقان من الأزمة، وكيفَ سيتمكنان من متابعة دراستهمَا، فِي مجتمعٍ لنْ يرحمَ استراقهما قبلة فِي لحظة عابرة".
تبعًا لذلك، يكونُ اعتقال مراهِقَيْ الناظور حسب "فارس" فعْلًا مرفوضاً من الناحيتين الحقوقيَّة والإنسانيَّة، مردفًا أنَّ مثل هذه الأحداث تكشفُ صورة المغربيَّة الحقيقيَّة، على مستوَى احترام حقوق الإنسان والحريَّات، لأنَّ هناكَ نفاقًا واضحًا، تمارسه الدولة، ما دامَ "الحب يمَارسُ بين فئاتٍ واسعة من الشعب المغربِي في أماكن معروفة"، فيما يفاجأُ الجميع بإلقاء القبض على يافعين ومتابعتهما.
فِي المقَابل، يرَى أحدُ الشبان، الذِين ظلُّوا يلاحقُون لشكر وصديقها، بسيلٍ من السباب، أنَّ "المغرب بلدٌ إسلامِي، لا يمكنُ لأهله أنْ يسمحُوا بتبادل القبل فِي الشارع، فحتَّى وإنْ كان هناك أشخاص يمارسون الجنس بطريقة غير شرعية، عليهم بأنْ يختبؤُوا فِي بيوتهم، "لكنْ ضصرُوا أخويَا".
الشابُ العشرِينِي الذِي كانَ يقطعُ حديثه إلى هسبريس، ليوجهَ سبةً أخرى، إلى المقبِّلِين، أضافَ عندَ سؤالهِ عمَّا إذَا لمْ تكنْ فِي حياته فتاةٌ يعيشَ معها لحظاتٍ حميميَّة، أنَّهُ وإنْ ارتكبَ معصيَة، لا يخرجُ للمجَاهرةِ فِي الشارع، "نحنُ في دولة إسلاميَّة يا أخِي، وإنْ هُوَ المرءُ ابْتُلِيَ فعليه أنْ يستتر". يختمُ المحتجُّ على نشطاء القُبلة، كلامه.




عن الكاتب :

فقرة مختصرة عن الكاتب
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات: