تحقيق تلفزي صادم يصور مراكش كأشهر مدينة للاحتيال في العالم
"المغاربة هم أسياد العالم في الاحتيال" و"مراكش تشتهر كمَوْطن لعدد من أدهى فنّاني الاحتيال في العالم بأسره"، هكذا وسم مقدم برنامج "مدينة الاحتيال" كونور وودمان المدينة الحمراء وهو يقدم تحقيقه التلفزي الذي بُثّ أخيرا على قناة "ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي"، الذي وصفه بـ"الصادم" عن عمليات الاحتيال والنصب التي يمارسها بعض مُحترفي الصنعة، المتسمين بالدهاء وحوّلوا مراكش "الجميلة والفريدة"، على حدّ رأي وودمان، إلى مدينة تعيش أفظع عمليات الاحتيال في العالم.
البرنامج الذي لا تتجاوز مدته الـ45 دقيقة، يعتمد على التصوير بكاميرات خفية وأخرى مكشوفة، بهدف اصطياد مشاهد الاحتيال داخل المدينة الحمراء، التي تشكل كابوساً للمراكشيين، حسب الصحفي الانجليزي وودمان، وكذا من أجل "تعلم أسرار الصنعة وحماية المشاهد من طرق الاحتيال العصرية"؛ فيما يتجنب وودمان الراقصين وزمّاري الثعابين في ساحة جامع الفنا الشهيرة، ليقتاده مرشدون سياحيون محترفون ومزوّرون إلى أماكن تعج بـ"مشبوهين" ومحترفي النصب.
مع انطلاقة المغامرة، التي وصفها وودمان بـ"اللعبة"، باشر أولى فصولها بتصوير مشهد على باب مطار مراكش المنارة الدولي؛ بعد وصوله بدقائق، يجبره أحد سائقي سيارة الأجرة بدفع مبلغ 100 درهم، رغم أن التسعيرة القانونية محددة في نصف المبلغ، ليقبل على إثرها بالفصل رقم واحد في قصة النصب المحترف، وينطلق صوب ساحة جامع الفنا العتيقة، "أكبر مصائد السياح وأكبر بؤرة الاحتيال".
ويصف كونور وودمان مغامرته داخل ساحة جامع الفنا مع مروّضي القرود والثعابين وراقصي كناوة، التي صورها بالكاميرا المكشوفة هذه المرة، بأنهم عصابة منظمة بدرجة عالية و"منغلقة لا يروقها الدخلاء"، وبأنهم "أسماك قرش والسياح هم الطعم"، مصورا تعرضه لابتزاز من قبلهم مطالبين إياها بدفع مبلغ 300 درهم أو 200 درهم مقابل أخد صورة مع ثعبان أو قرد أو أثناء رقصة مع فرقة كناوة الشعبية وسط الساحة.
ثاني فصول الاحتيال، نقلها التحقيق التلفزي عبر وقوع مقدم البرنامج في قبضة المُرشدِين المُزوّرين غيْر المُرخّص لهُم، الذين دلّوه على دار الدباغ، قُربَ منطقة باب الخميس، حيث تباع المنتوجات الجلدية، قبل أن يختار اقتناء زربية تقليدية من إحدى البازارات؛ ليعرض البائع على وودمان واحدة متوسطة الحجم مقابل مبلغ 2000 درهم لاعتبار أنها "من صنع الطوارق وعمّرت لأزيد من 50 سنة"؛ لكن سُرعان ما تبيّن أن الأمر لا يعدو أن يكون احتيالًا بعد عرض الزربية على تاجر آخر أكد له بأن الأخيرة لا تتجاوز قيمتها المالية 600 درهم وعمرها يناهز فقط سنة واحدة وأنها محلية الصنع.
وأمام الحيل التي يلجأ إليها بعض المرشدين السياحيين المزوّرين، والتي كشف عنها وودمان، وتهدف الإطاحة بالسياح الأجانب داخل المدينة العتيقة، اضطر مقدم التحقيق التلفزي إلى اللجوء إلى دليل مهنيّ ومرخّص، يدعى المحجوب، الذي يتوصل بعمولة قدرها 30 درهما من طرف إحدى بائعي الحقائب الجلدية، ثمنا لـ"مجهوده" في اقتناص سائح، هو وودمان بحد ذاته، أقنعه بشراء إحداها بـ250 درهما، قبل أن يكمل مهمته بإيصاله إلى الفندق.
التحقيق، الذي وصف بالخطير والصادم، تحدث أيضا عن معامل "سرية" لتحويل سجادات حديثة الصنع لتبدو قديمة وتاريخية وتقدم بأثمنة باهضة على أن تاريخها يعود لعشرات ومئات السنين، عبر تقنيات التعريض على أشعة الشمس واستعمال منظف الثياب، وهو الأمر ذاته بالنسبة لمنتجات الفخار، حيث يتم إعادة تمريرها بعد كسرها وطليها بمواد خاصة.
واعتبر الصحفي الانجليزي وودمان أن قصص الاحتيال التي عاشها داخل عاصمة السياحة بالمغرب مع أبطالها "تجعلك تتعجب بهم وتكرههم في نفس الوقت"، مشيرا أن المحتالين، في نظره، يبقى هدفهم الحصول على ما في يد السائح الأجنبي من أموال، "دائما تتغير قواعد اللعبة وتتعجب للمفاجئات التي تحصل في كل ركن من المدينة"، هكذا يختتم البرنامج حلقته المثيرة للجدل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق